أجر المجاهد في سبيل الله



الساعي علي الأرملة و المسكين كالمجاهد في سبيل الله
قال صلي الله عليه و سلم " الساعي علي الأرملة و المسكين كالمجاهد في سبيل الله أو القائم الليل الصائم النهار" – متفق عليه عن أبي هريرة صحيح الجامع 3680-
فالأرملة التي تُوفي عنها زوجها و ترك لها أولاداً قد تجرعوا غُصص اليُتم منذ نعومة أظفارهم فهم أحوج ما يكون إلي يد حانية تمتد لتمسح جراحاتهم من علي صفحات قلوبهم المنكسرة و من هذا المنطلق حث النبي صلي الله عليه و سلم أصحاب القلوب الرحيمة علي أن يتسابقوا من أجل هؤلاء اليتامي ومن أجل تلك الأم التي إنكسر فؤادها بموت زوجها فمن سعي عليها و علي أولادها فهو كالمجاهد في سبيل الله و كالذي يقوم الليل ليناجي ربه و هو كذلك كالذي يصوم النهار فأين أصحاب العقول و أين المشمرون للفوز بهذا الأجر العظيم و تلك المكانة السامية ؟!!
و رُوي  - (كتاب الكبائر للإمام الذهبي تحقيق دكتور أسامة عبد العظيم صــــ121 و 122 )
أنه كان هناك رجل قد نزل في بلد من بلاد العجم و له زوجة و له منها بنات و كانوا في سعة و نعمة فمات الزوج و أصاب المرأة و بناتها بعده الفقر و القلة فخرجت ببناتها إلي بلدة أخري خوفاً من شماتة الأعداء و أتفق خروجها في شدة البرد فلما دخلت ذلك البلد أدخلت بناتها في بعض المساجد المهجورة و مضت تحتال لهم في القوت فمرت بجمعين جمع علي رجل مسلم و هو شيخ البلد و جمع علي رجل مجوسي و هو ضامن البلد فبدأت بالمسلم و شرحت له و قالت : أنا امرأة مسلمة و معي بنات أيتام أدخلتهم بعض المساجد المهجورة فقال لها : أقيمي عندي البينة أنك مسلمة فقالت : أنا أمرأة غريبة ما في البلد من يعرفني فأعرض عنها  فمضت من عنده منكسرة القلب فجاءت الي ذلك الرجل المجوسي فشرحت له حالها و أخبرته أن معها بنات أيتام و هي أمرأة مسلمة غريبة و قصت علية ما جري لها مع الشيخ المسلم فقام و أرسل بعض نسائه و أتوا بها و بناتها إلي داره فأطعمهن أطيب الطعام و ألبسهن افخر الثياب و باتوا عنده في نعمه و كرامة
قال : فلما أنتصف الليل رأي ذلك الشيخ المسلم في منامه كأن القيامة قد قامت و قد عُقد اللواء علي رأس النبي صلي الله عليه و سلم و إذا القصر من الزمرد الأخضر شرفاته من اللؤلؤ و الياقوت و فيه قباب اللؤلؤ و المرجان فقال يا رسول الله أنا رجل مسلم موحد فقال رسول الله صلي الله عليه و سلم : لما قصدتك المرأة المسلمة قلت لها أقيمي عندي البينة أنك مسلمة فكذا أنت أقم عندي البينة أنك مسلم : فأنتبه الرجل حزيناً علي رده المرأة خائبة ثم جعل يطوف بالبلد و يسأل عنها حتي دُل عليها أنها عند المجوسي فأرسل إليه فأتاه فقال له: أريد منك المرأة المسلمه و بناتها فقال : ما إلي هذا من سبيل و قد لحقني من بركاتهم ما لحقني  قال فخذ مني ألف دينار و سلمهن الّي فقال : لا أفعل فقال : لا بد منهن فقال له : إن الذي تريده أنت أنا أحق به و القصر الذي رأيته في منامك خُلق لي  أتدل عليّ بالإسلام ؟ فوالله ما نمت البارحة أنا و أهل داري حتي أسلمنا كلنا علي يد المرأة المسلمة و رأيت مثل ما رأيت في منامك و قال لي رسول الله صلي الله عليه و سلم : المرأة المسلمة و بناتها عندك قلت: نعم يا رسول الله قال : القصر لك و لأهل دارك و أنت و أهل دارك من أهل الجنة خلقك الله مؤمناً في الأزل قال : فانصرف المسلم و به من الحزن و الكآبة لا يعلمه إلا الله فانظر رحمك الله الي إلي بركة الإحسان إلي الأرملة و الأيتام ما أعقب صاحبه من الكرامة في الدنيا و الآخرة