نبيان يقيمان جداراً ليتيمين !! فأين من يتأسي بهما ؟!
في ظل تلك الرحلة المباركة التي صحب فيها نبي الله موسي عليه السلام الخضر عليه السلام – مع الاعتراف بأن هناك خلافات بين العلماء في نبوة الخضر عليه السلام أو كونه عبداُ صالحاً-
فكان من بين تلك الأحداث التي ذُكرت أنهما قاما ببناء جدار ليتيمين في تلك المدينة فلما سأله موسي عليه السلام عن سبب ذلك قال : ) وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَّهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنزَهُمَا رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِع عَّلَيْهِ صَبْرًا ({الكهف/82} فإن كان أنبياء الله قد فعلوا هذا الخير في حق اليتامي فأين من يتأسي بهم في بناء جدران اليتامي التي لا تجد من يقيمها
أخذ الله الميثاق علي بني اسرائيل بأن يحسنوا إلي اليتامي و نحن أحق منهم بهذا الفضل
لقد أمر الله جل و علا بالإحسان إلي اليتيم في كل زمان و مكان بل و علي مستوي كل الشعوب و الأمم بل لقد أخذ الله علي بني اسرائيل بالإحسان إلي اليتامي فقال جل و علا (وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لاَ تَعْبُدُونَ إِلاَّ اللّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْناً وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنكُمْ وَأَنتُم مِّعْرِضُونَ {البقرة/83}
و نحن و الله أحق بأن نقوم و نعمل بهذا الميثاق الأخلاقي العظيم الذي وضع دستوره الخالق جل و علا
خير بيت في المسلمين بيت فيه يتيم يُحسن إليه
قال جل و علا (فَأَمَّا الْإِنسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَن وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ كَلَّا بَل لَّا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ ){الفجر15-17}
أي أن الله عز و جل يعطي المال لمن يحب و لمن لا يحب و يمنع المال أيضاً عن هذا و ذاك و لكن المدار في ذلك علي طاعة الله في كل من الحالين إن كان غنياً بأن يشكر و إن كان فقيراً بأن يصبر " بل لا تكرمون اليتيم " فيه أمرٌ بإكرام اليتيم و لذا قال أنس بن مالك رضي الله عنه " خير البيوت بيت فيه يتيم يُحسن إليه و شر البيوت بيت فيه يتيم يُساء إليه و أحب عباد الله إلي الله تعالي من اصطنع صنعاً إلي يتيم أو أرملة"