اليتيم يأخذ بيديك إلي الجنة


اليتيم يأخذ بيديك إلي الجنة
أيها الأخ الحبيب    أيتها الأخت الفاضلة :
تعرفوا علي اليتامي و اذهبوا إليهم و قدموا لهم الطعام و الشراب و الكساء فإن اليتامي لهم دولة يوم القيامة
فإن كان اليتيم مؤمناً و من أهل الجنة فإن الله – جل و علا – عندما يأمر الملائكة بأن يأخذوه إلي الجنة   يقول لليتيم : اذهب فانظر في أرض المحشر فمن أطعمك فيّ طعمة أو كساك فيّ كسوة أو سقاك فيّ شربة ماء فخذ بيديه و أدخله الجنة !!!!
   فيالها من لحظة عندما تكون في كُرب يوم القيامة في ذلك اليوم الذي يبلغ طوله خمسين ألف سنة  والناس حفاة عراة غُرلا و الشمس قد دنت فوق الرؤوس و الناس وقوف بلا طعام و لا شراب و لا ظل و قد خاض أحدهم في عرقه حتي ألجمه إلجاماً و جئ بجهنم لها سبعون ألف زمام مع كل زمام سبعون ألف ملك يجرونها فتزفر زفرة تكاد تتفلت منهم فلا يبقي ملك مُقرب و لا نبيٌ مرسل إلا جثي علي ركبتيه و قال : يارب سلِّم سلِّم فينما أنت في هذا الكرب و في تلك الشدة التي وصفها الله تعالي بقوله : ( يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُم بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ ({الحج/2}    وبقوله : (فَكَيْفَ تَتَّقُونَ إِن كَفَرْتُمْ يَوْمًا يَجْعَلُ الْوِلْدَانَ شِيبًا ){المزمل/17}
تجد يتيماً كنت قد قدمت له الطعام و الشراب في الدنيا فيأتيك و يقول لك : ألستَّ أنت الذي قدمت لي الطعام و الشراب في يوم كذا و كذا ؟! فتقول نعم فيأخذ بيديك و يقول لك : فإن الله أمرني أن آخذ بيديك إلي جنته و مستقر رحمته
فيا له من موقف أجد نفسي و الله عاجزاُ عن وصفه إنها الفرحة التي لا تدانيها الدنيا بكل ما فيها من زخرف و متاع. فلو أنك تملك الدنيا بأسرها لأفتديت بها من هول يوم المحشر فها أنت الآن قد أنعم الله عليك بالمال فارحم يتامي المسلمين فكن عوناً لهم في الدنيا يكن الله في عونك في الدنيا و الآخرة.  


قصة تملأ القلب نوراً
قال أحد السلف : كنت في بداية أمري مكباً علي المعاصي و شرب الخمر فظفرت يوماً بصبي يتيم فقير فأخذته و أحسنت إليه و أعمته و كسوته و أدخلته الحمام و أزلت شعثه و أكرمته كما يكرم الرجل ولده بل أكثر فبت ليلة بعد ذلك فرأيت في النوم أن القيامة قد قامت و دعُيت الي الحساب و أُمر بي النار لسوء ما كنت عليه من المعاصي فسحبتني الزبانية ليمضوا بي الي النار و أنا بين أيديهم حقير ذليل يجرونني سحباً الي النار و إذا بذلك اليتيم قد أعترضني و قال خلوا عنه يا ملائكة ربي حتي أشفع له الي ربي فإنه قد أحسن اليّ و أكرمني فقالت الملائكة إنا لم نؤمر بذلك و إذا النداء من قِبل الله تعالي يقول : خلوا عنه فقد وهبت له ما ما كان منه بشفاعة اليتيم و إحسانه اليه قال فاستيقظت و تبت الي الله عز و جل و بذلت جهدي في ايصال الرحمة إلي الأيتام